إن المصادر التاريخية والجغرافية والأدبية التي بين أيدنا، تورد أكثر من اسم واحد لهذا الجبل:
يقول الأزرقي في كتابه: "أخبار مكة" ، و نقل عنه البلادي في كتابه : "معجم معالم الحجاز" بأن جبل عمر : كان يسمى في الجاهلية ذا أعاصير, وسماه مرة أخرى ذات أعاصير, وقال بأنها أحداب :جمع حدب خلف :جبل أبو دجانة وهو الجبل الذي خلف المقبرة.
و يقول: جبل عمر الطويل المشرف على ربع عمر. والمشرف على حق آل عمر، وحق آل مطيع ابن الأسود، وآل كثير بن الصلت الكندي. وعمر الذي ينسب إليه، عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
إنه عثر على اسم جبل عَمر بفتح العين. ثم رجح الاسم علي الفتح معللاً ذلك، أنه لم يرد في السيرة المعتبرة، أن لعمر الفاروق رضي الله عنه جبلاً ينسب إليه بمكة. ولا أنه كان يسكن بذروته أو سفوحه.
وورد اسم آخر هو جبل الناقة: تكلم عنها الغزاوي أيضا قائلاً: بأنه يطلق عليه اليوم جبل عمر , وقال: هو للمواجه الخارج من باب إبراهيم سابقاً. والمقبل من السوق الصغير. وأنه ربما ينسب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. أما الناقة..؟ قال الغزاوي: يوجد في رأسه تشكيل صخري يمثل الجمل أو الناقة مقاربة .
و يقول الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس في كتابه "معجم جبال الجزيرة" :
بأن الناقة ، حصاة هناك تشبه الجمل يصعد إليها أبناء مكة ويلعبون عليها.
..ويظهر أن جبل عمر له أكثر من رأس وأكثر من قمة، لذلك، أعطاه الناس،أكثر من اسم تبعاً لجهاته ونواحيه . فقد ذكر ابن خميس قال: ثبير الزنج: جبل المسفلة المشرف عليها من الغرب، و يسمى اليوم جبل عمر، وهوطرفه من جهة ريع الحفائر، غرب الشبيكة، وجبل الناقة يتصل به من الشرق. ومنه جبل الشراشف مما يلي الشبيكة. قالوا: إن نساء ذلك الجبل، كن لا يلبسن على ثيابهن غير الشراشف، فسمي بذلك. ومنه في غربه الجنوبي جبل النوبة وجبال كثيرة مسماة، وغربه يسمى جبل الحفائر، والحفائر سفحه الذي قام عليه حي يسمى باسمه. أما ثبيرفي لغة العرب، فإنها تعني الحبس والاحتباس. قال تعالى:«وإني لأظنك يا فرعون مثبورا»، ويقال: ما ثبرك عن حاجتك؟ أي ما حبسك عنها. ومنها الهلاك. قال تعالى:«هنالك ثبوراً» أي ويلاً وهلاكاً. ومن أمثال العرب: )إلى أمه يأوي من ثبر. أي من هلك , لكن ما يناسب التسمية هنا، ويبدو أنه هو الأقرب في ظني، أن )الثبرة( تعني النقرة، تكون في الجبل تمسك الماء فيصفو فيها كالصهريج. إذا دخلها الماء خرج فيها عن غثائه وصفا.
قال أبو ذؤيب الهذلي:
فثج بها ثبرات الرصا
ف، حتى تزيل رنق الكدر
أراد بالثبرات، نقاراً يجتمع فيها الماء من السماء فيصفو بها. وعلى هذا، فإن ثبيراً الجبل، ربما كانت به نقرات تحفظ الماء بعد سقوط الأمطار. والله أعلم.
و جاء في كتاب المنتقى في أخبار أم القرى تحقيق وتعليق الأستاذ محمد بن عبدالله مليباري، و نقل عن ياقوت قوله: بأن جبل عمر هو شق من ثبير الزنج..
أن جبل عمر إنما هو جزء من جبل أكبر منه هو ثبير الزنج. والأثبرة المعروفة جبال في مكة سبعة هي: ثبير الأثبرة في منى ، وثبير الأعرج ، وثبير الأحدب أو الأحيدب ، وثبير الخضراء ، وثبير النصع ، وثبير غينا ، وثبير الزنج هذا، وثبير ثامن في بلاد مزينة ، أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم شريس بن ضمرة المزني رضي الله عنه، وسماه شريحاً. ويأتي ذكرثبير الجبل، في شعر للعرجي فيقول:
وما أنسى من الأشياء لا أنسى موقفاً
لنا ولها بالسفح دون ثبير
ولا قولها وهناً وقد سمحت لنا
سوابق دمع لا تجف غزير
أأنت الذي خبرت إنك باكر
غداة غدٍ أو رائح بهجير
من قائلا بأن جبل الزنج يسمى جبل عمر، هو جبل النوبي قاله : جمال الدين محمد جابر الله بن ظهيرة فقال، كما جاء في :المنتقى: .... وأما ثبير الزنج فهو جبل النوبي المعروف بأسفل مكة من جهة الشبيكة، الذي تقدم أن به مولد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ما قيل. وإنما سمي بذلك الآن أي في عهد ابن ظهيرة الذي توفي سنة 986هـ لأن سودان مكة كانوا يلعبون عنده. وهم النوبة. والسودان والزنوج أيضاً. فطابقت التسمية على كلا الوجهين. والشيخ عبدالله بن خميس قال:النوبة بدل النوبي. والمعنى على ما يظهر واحد. والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق